من هو الإسرائيلي؟

بقلم نورالدين مسعود

و نحن مرّة أخرى بصدد الفضاعات و جرائم القتل اليومية التي ترتكبها إسرائيل منذ شهر و نصف* في حق سكان قطاع غزة و الضفة الغربية و جنوب لبنان.. من البديهي أن نعيد التساؤل، أي نوع من البشر هم الإسرائيليون؟؟ و من هو الإسرائيلي؟

فيما يبدو، الإسرائيلي قبل كل شيئ، و على مستوى التركيبة النفسية، هو « منحرف نرجسي » حتى النخاع.. وهو أناني و صاحب عقل إجرامي و قلب قاسٍ.. و يجمع عديد مركّبات النقص و الإستعلاء، يُبرّر بها كل ما يَقترفه من ساقط و سيئ الأفعال.. هذه، ربّما، الخطوط العريضة للسمات العامة للسيكولوجية الجمعية الإسرائيلية

و هو في بادئ الأمر يهودي الديانة… و لكن اليهودية صارت بسبب تحيّله التاريخي و انتهازيته و خلطه للأمور و دغمائيته.. ديانة، و عرق و قومية في آن واحد!!! فتشعّبت لديه الأمور و اختلط حابلُه بنابِله و سقط في مصاعب مفاهيمية و في متاعب و إشكاليات شائكة بسبب تناقضاته

هذا الإسرائيلي اليهودي، هو متطرف ديني، و صهيوني عنصري، و فاشي دموي، في آن. إحتل أرض غيره بالحديد و النار بمساعدة الدول الاستعمارية الغربية، التي « منحت ما لا تملك لمن لا يستحق »، وهو يحاول إستدامة إحتلاله لأرض الغير بالقتل اليومي للفلسطينيين أصحاب الأرض، و بإرتكاب كل أنواع الجرائم المريعة في حق الإنسانية، المتواصلة منذ 1948

صورة منشورة على شبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك         

و هذا اليهودي المتطرف المتصهين، لأجل تبرير احتلاله و سرقته أرض الغير، لم يتوانى عن استخدام الدين – هنا الدين اليهودي – و استعمال الأساطير الدينية و التنبؤات التوراتية، التي لا يمكن للعالم الحداثي العقلاني، كما نظّرت و أسّست له الحضارة الغربية، قبولها كعامل لتشكيل السياسات و بناء جيوبوليتكا عقلانية و مستدامة – و لقد سبق للزعيم بورڨيبة، وهو من الزعماء العرب غير الراديكاليين، أن أشار في أواسط القرن الماضي أن إسرائيل كيان غريب وقع زرعه في تربة غريبة عنه و أنه لن يدوم – . و لكن العالم المعاصر الغربي بقيادة أمريكا القائمة على النظام العالمي الحالي، حين يخص الأمر صنيعته اسرائيل، يقبل الأساطير المبرّرة لتأسيس الدولة العبرية و يصدّقها، بل يتماهى معها. و هذا الاسرائيلي اليهودي المتطرف يجد في تلموده و كتبه الدينية و تفاسيره، مبررات دينية، تجعل من احتقار غير اليهود و اعتبارهم « غوهيم » أي « حيوانات بشرية » كما قال وزير دفاع إسرائيل غالنت، و تجعل من قتل الفلسطينيين و العرب عموما و المسلمين، فعلا حسنا و مستحسنا حسب عقيدته اليهودية، بل أن من واجب الإسرائيلي قتل أكبر عدد ممكن من العرب.. و هنا بالتحديد، يقع الإسرائيلي في الفخ و في المفارقة، و يضع دينه تحت محكّ الشرائع السماوية المعروفة، و تحت محك المبادئ الإنسانية و الأخلاقية و الفلسفية.. و يسقط في تناقض تام مع الديانتين السماويتين الأكبر و الأكثر أتباعا في العالم، أي الإسلام و المسيحية، اللتان تحرّمان قتل الإنسان أو تعذيبه أو منع الماء عنه. بطريقة غير إرادية يصادق الإسرائيلي على الإدّعاء الإسلامي بأن دين النبي موسى وقع تحريفه من طرف اليهود الإسرائيليين

صورة منشورة على شبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك          

ثم هذا المستعمر المحتل لأرض الغير، انتقل من جريمة الإستعمار المباشر لشعب قائم الذات، إلى جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية، و التصفية العرقية ضد الفلسطينيين، و التي لم تتوقف منذ ما قبل انشاء دولة إسرائيل، في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، حيث ارتكب ضده اليهود الصهاينة المنتظمين في العصابات المسلحة – الهاغانا – مجازر يحفظها التاريخ و يندى منها جبين الإنسانية، أشهرها طبعا مجزرة دير ياسين.

لقد أكّد هذا الصهيو-فاشي الإسرائيلي، أنه مارق و خارج عن القانون، و لا يسلم من إجرامه و قصف جيشه لا كبير و لا صغير، و لا مدرسة و لا مستشفى، و لا طبيب و لا صحفي.. و لا حتى سيارة إسعاف.. و أنّ جنوده الذين يدّعون القوة و البأس و القسوة و رباطة الجأش، هم في حقيقة الأمر مجرد مجرمين متسلسلين بغريزة اجرامية دفينة و بلا أدنى « أومباثيا »، يلقون قنابلهم من الطائرات و يطلقون صواريخهم من المنصات على أطفال و رضع و نساء و مسنين بكل غلّ و بدون رأفة ، و لكنهم على الميدان أجبن من أرنب. و أن مكانهم طال الدهر أم قصر محاكم جرائم الحرب.

أيضا و كذلك و طبعا، هذا الإسرائيلي الصهيوفاشي، يحذق لعب دور الضحية، يُجرم في حقّ غيره ثم يتهمه بمعاداته و معاداة السامية… وهو منذ الحرب العالمية الثانية يراهن و يستثمر على/في لعب دور الضحية و يمثّل على الإنسانية ذلك الدور و في الآن نفسه يتآمر على الشعوب و المجتمعات الأخرى و يتحيل و يسرق و يسطو و يكذب و يعمل بدون هوادة من أجل أن يسيطر على الشعوب، تحت الشعار الأكذوبة « شعب الله المختار ».. و هو لم ينتبه بعد أنه في عيون شعوب العالم، صار بالأحرى و الأصح « شعب الله المنبوذ » أو « شعب الله الملعون ». إيتيقيا، الإسرائيلي جمع ساقط الصفات، فهو الحاقد و الكاذب و السارق و القاتل و المتحيّل و الغشاش و الغدّار، الخ

/ نص نشر في 22 نوفمبر 2023 على شبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك* /

Cet article a été publié dans Uncategorized. Ajoutez ce permalien à vos favoris.

Laisser un commentaire