كالعادة مناهضة العنصرية في تونس، كلمة حق يراد بها باطل.. و لو على حساب الحق الفلسطيني

بقلم نورالدين مسعود

جنوب أفريقيا، و زعيمها « الماكسيمو » نلسن مانديلا، وَجَدَا و منذ ستينات القرن الماضي الدعم و المساندة من عديد الجمهوريات العربية التقدمية و الثورية و من زعمائها – بورقيبة، عبد الناصر، و آخرهم القذافي، و ليس من الملكيات العربية المحافظة و الموالية للغرب – حين كان الشعب الأسود في جنوب افريقيا يعاني من نظام الآبرتايد.. و اليوم جنوب أفريقيا ممثلة في دولتها و وزير عدلها تردّ الجميل للشعب العربي في فلسطين الذي يعاني بدوره من الفصل العنصري، و جرائم الإبادة على يد الآلة العسكرية و القمعية الصهيونية و تقدم قضية بالكيان الصهيوني في محكمة لاهاي على خلفية جرائمه ضد الإنسانية في حربه الأخيرة في غزة. و هنا موقف دولة جنوب أفريقيا، هو موقف متفرّد و ليس عاما في القارة السمراء، فهناك العديد من البلدان الإفريقية أصبحت متصهينة و حليفة قوية لإسرائيل، منها طبعا أثيوبيا و جنوب السودان

رغم ذلك قرأت تدوينات متذاكية، و بروباغندية و ضمن أجندا غير وطنية مرتبطة بدوائر خارجية، على شبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك، لبعض الحقوقجيين التونسيين – إخوانجية و غيرهم – منهم الإخوانجية شيماء بوهلال.. التي تعزّر في تدوينة بلهاء و كاذبة، شعبنا الذي دافع عن نفسه، و بلده، و مجتمعه، و أمنه، من الهجوم المريب و غير القانوني لجماعات و جحافل المهاجرين السود من بلدان جنوب الصحراء، و القادم أغلبهم من بلدان لا تدعم فلسطين، بل لعلها تدعم الكيان الصهيوني، وهي ترفع شعارات أفروسنتريك تدّعي أن تونس افريقية-سوداء و الشعب التونسي هو سليل المحتلين البيض و أن السود الأفارقة هم أصحاب هذه الأرض و ليس نحن، كما رأينا و سمعنا و قرأنا.. و كذلك رأينا كيف أن نتفليكس الأمريكية، لقربها من أجندات صهيوامريكية أو تماهيها الكلي معها، كالمث_لية و دعم مجتمعات الميم، و كذلك دعم الأفروسنتريزم – وهي حركة أسسها السود في الولايات المتحدة – تنتج مسلسلا عن الملكة المصرية كليوباترا تلعب فيه دور كليوباترا ممثلة أفروآمريكية سوداء، و مسلسلا عن حنبعل القائد القرطاجي – التونسي – سيمثله الممثل الأفروآمريكي الأسود – القدير حتما و لكن غير المناسب للدور – دينزل واشنطن، و ذلك في تزوير واضح لهوية هاتين الشخصيتين، و هوية الشخص كما نعلم تبدأ من جسده و شكله و أوصافه

لماذا لم نر أولئك الحقوقجيين التونسيين متعددي المشارب على الميدان يقومون بالمظاهرات المنظمة تنظيما محكما، مسانَدَةً لفلسطين و مناهَضَةً للكيان الصهيوني المحتل، كتلك التي قاموا بها ضد العنصرية المزعومة في تونس، و لماذا لم يقوموا بتحركات وازنة على الصعيد الدولي ضد جرائم الكيان، إن كانوا صادقين، و ليسوا مجرد أدوات في يد الصهيوني المموّل جورج سوروس، و ليسوا مجرد مرتزقة و آكلي فتات موائد الصهيونية و « الأو أن جي » الغربية المتصهينة؟؟

ن. مسعود

Publié dans Uncategorized | Laisser un commentaire

أمريكا سائرة نحو الهزيمة، و النظام العالمي الذي تقوده الى زوال.. و خيار المقاومة وحده الكفيل بتحرير فلسطين

بقلم نورالدين مسعود

النظام العالمي الصهيو-امبريالي الغربي بقيادة أمريكا و الناتو و تابعته/حاكمته/ إسرائيل بلوبيها اليهودي المسيطر على اقتصادات و سياسات البلدان الغربية.. بات أكثر من أي وقت آخر، قاب قوسين أو أدنى من السقوط و الإضمحلال.. و نحن كعرب و مسلمين، و كشعوب منتمية للشرق الحضاري و كشعوب جنوبية.. مع سقوطه و انكفائه، لأننا عانينا لمدة قرنين متتابعين من سياساته الاستعمارية و العنصرية و الاجرامية و الاستغلالية الظالمة لشعوبنا و بلداننا و طاقاتنا و مواردنا و مقدراتنا

اليوم هذا الغرب – الذي يمثل النظام العالمي – بقيادة البعبع أمريكا و حلف الناتو الذي تقوده، بصدد الهزيمة الأكيدة في أوكرانيا، أين أُستنزف عسكريا و بشريا و اقتصاديا و ماليا من طرف الجيش الروسي العتيد، الذي لن يتأخر طويلا حتى يعلن النصر الساحق و ضم المنطقة الشرقية لأوكرانيا نهائيا لروسيا، تماما كما وقع ضم القرم

بالتوازي مع ذلك، و منذ 7 أكتوبر 2023، يقع استنزاف أمريكا و الغرب، عن طريق ضرب صنيعتهم إسرائيل في غزة و جنوب لبنان.. حيث تخوض أمريكا و الغرب الى جانب إسرائيل حربا مكلفة ضد المقاومة الفلسطينية و اللبنانية، و غيرهما من التنظيمات و الجهات المقاومة في منطقة الشرق الأوسط، ضمن استراتيجية وحدة الساحات، و تُستَهدَف بعمليات فدائية من المسافة الصفر في حرب شوارع ضارية و بهجومات صاروخية تنطلق من اليمن و العراق – في انتظار تحرك جبهة الجولان في سوريا – و ذلك في إطار تحالفات عسكرية متينة مع إيران و من ورائها روسيا

مع نهاية الحرب في أوكرانيا، المعسكر المناوئ للنظام العالمي الحالي، يفتح حربا أخرى ضد احدى حليفات أمريكا المهمّة في الشرق الأقصى، و نعني كوريا الجنوبية التي تتعرض اليوم الى هجمات صاروخية في البحر الأصفر من شقيقتها اللدودة كوريا الشمالية، التى لم تتوانى عن اعلان الحرب عليها.. و هنا على أمريكا إمّا أن تدافع عن حلفائها في تلك المنطقة ؛ كوريا الجنوبية، اليابان، و تايوان، أو أن تهرب و تنكفأ و تخضع، لإرادة التحالف الروسي-الصيني-الكوري الشمالي.. أمّا إذا قامت بواجبها تجاه حليفاتها و قدمت ببوارجها و بقواتها البحرية، فسيقع استنزافها مجددا في حرب أخرى ثالثة خلال سنتين في إنتظار فتح الجبهة التايوانية من طرف الصين و التي ستكون بمثابة الضربة القاضية

و لا نستبعد، انطلاقا من نفس هذا المنظور، فتح جبهة أخرى ضد الجيش الأمريكي و الناتو، في احدى بلدان أمريكا اللاتينية المعادية للسياسات الإمبريالية الأمريكية في اطار نفس هذه الحركة العالمية للتحرّر من النظام العالمي الحالي

بالنسبة للقضية الفلسطينية، القضية الأم و القضية المحورية للشعوب العربية، استمرار المقاومة رغم الأثمان الباهضة التي يدفعها الشعب الفلسطيني، هي السبيل الوحيدة لتحقيق حلم الحرية و الإستقلال و تقرير المصير، و يجب أن تتواصل هذه المقاومة و تواصل استنزاف اسرائيل و انهاكها حتى تركع على ركبتيها، خاصة و أن المقاومة الفلسطينية هذه المرة لم تعد حلقة منفصلة بنفسها، بل صارت متصلة بحلقات مقاومة عربية و إقليمية من جهة، و من جهة أخرى، وهو الأهم، متصلة بحلقات مقاومة عالمية جادة للتحرّر من هيمنة النظام العالمي الظالم بقيادة أمريكا و حلفائها، بل هذه الأخيرة هي حلقات تعمل، بالأحرى و الأصح، على إسقاطه و استبداله بنظام آخر و نعني هنا دول البريكس، و خاصة و بالتحديد، التحالف الروسي-الصيني-الإيراني، بمعنى أصبحت المقاومة الفلسطينية و اللبنانية ضمنيا حليفة لروسيا و الصين و كوريا الشمالية، فضلا عن إيران، بكل ما يعنيه ذلك من وزن سياسي و اقتصادي و مالي و تقني و عسكري و تسليحي

ن. مسعود

Publié dans Uncategorized | Laisser un commentaire

من هو الإسرائيلي؟

بقلم نورالدين مسعود

و نحن مرّة أخرى بصدد الفضاعات و جرائم القتل اليومية التي ترتكبها إسرائيل منذ شهر و نصف* في حق سكان قطاع غزة و الضفة الغربية و جنوب لبنان.. من البديهي أن نعيد التساؤل، أي نوع من البشر هم الإسرائيليون؟؟ و من هو الإسرائيلي؟

فيما يبدو، الإسرائيلي قبل كل شيئ، و على مستوى التركيبة النفسية، هو « منحرف نرجسي » حتى النخاع.. وهو أناني و صاحب عقل إجرامي و قلب قاسٍ.. و يجمع عديد مركّبات النقص و الإستعلاء، يُبرّر بها كل ما يَقترفه من ساقط و سيئ الأفعال.. هذه، ربّما، الخطوط العريضة للسمات العامة للسيكولوجية الجمعية الإسرائيلية

و هو في بادئ الأمر يهودي الديانة… و لكن اليهودية صارت بسبب تحيّله التاريخي و انتهازيته و خلطه للأمور و دغمائيته.. ديانة، و عرق و قومية في آن واحد!!! فتشعّبت لديه الأمور و اختلط حابلُه بنابِله و سقط في مصاعب مفاهيمية و في متاعب و إشكاليات شائكة بسبب تناقضاته

هذا الإسرائيلي اليهودي، هو متطرف ديني، و صهيوني عنصري، و فاشي دموي، في آن. إحتل أرض غيره بالحديد و النار بمساعدة الدول الاستعمارية الغربية، التي « منحت ما لا تملك لمن لا يستحق »، وهو يحاول إستدامة إحتلاله لأرض الغير بالقتل اليومي للفلسطينيين أصحاب الأرض، و بإرتكاب كل أنواع الجرائم المريعة في حق الإنسانية، المتواصلة منذ 1948

صورة منشورة على شبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك         

و هذا اليهودي المتطرف المتصهين، لأجل تبرير احتلاله و سرقته أرض الغير، لم يتوانى عن استخدام الدين – هنا الدين اليهودي – و استعمال الأساطير الدينية و التنبؤات التوراتية، التي لا يمكن للعالم الحداثي العقلاني، كما نظّرت و أسّست له الحضارة الغربية، قبولها كعامل لتشكيل السياسات و بناء جيوبوليتكا عقلانية و مستدامة – و لقد سبق للزعيم بورڨيبة، وهو من الزعماء العرب غير الراديكاليين، أن أشار في أواسط القرن الماضي أن إسرائيل كيان غريب وقع زرعه في تربة غريبة عنه و أنه لن يدوم – . و لكن العالم المعاصر الغربي بقيادة أمريكا القائمة على النظام العالمي الحالي، حين يخص الأمر صنيعته اسرائيل، يقبل الأساطير المبرّرة لتأسيس الدولة العبرية و يصدّقها، بل يتماهى معها. و هذا الاسرائيلي اليهودي المتطرف يجد في تلموده و كتبه الدينية و تفاسيره، مبررات دينية، تجعل من احتقار غير اليهود و اعتبارهم « غوهيم » أي « حيوانات بشرية » كما قال وزير دفاع إسرائيل غالنت، و تجعل من قتل الفلسطينيين و العرب عموما و المسلمين، فعلا حسنا و مستحسنا حسب عقيدته اليهودية، بل أن من واجب الإسرائيلي قتل أكبر عدد ممكن من العرب.. و هنا بالتحديد، يقع الإسرائيلي في الفخ و في المفارقة، و يضع دينه تحت محكّ الشرائع السماوية المعروفة، و تحت محك المبادئ الإنسانية و الأخلاقية و الفلسفية.. و يسقط في تناقض تام مع الديانتين السماويتين الأكبر و الأكثر أتباعا في العالم، أي الإسلام و المسيحية، اللتان تحرّمان قتل الإنسان أو تعذيبه أو منع الماء عنه. بطريقة غير إرادية يصادق الإسرائيلي على الإدّعاء الإسلامي بأن دين النبي موسى وقع تحريفه من طرف اليهود الإسرائيليين

صورة منشورة على شبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك          

ثم هذا المستعمر المحتل لأرض الغير، انتقل من جريمة الإستعمار المباشر لشعب قائم الذات، إلى جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية، و التصفية العرقية ضد الفلسطينيين، و التي لم تتوقف منذ ما قبل انشاء دولة إسرائيل، في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، حيث ارتكب ضده اليهود الصهاينة المنتظمين في العصابات المسلحة – الهاغانا – مجازر يحفظها التاريخ و يندى منها جبين الإنسانية، أشهرها طبعا مجزرة دير ياسين.

لقد أكّد هذا الصهيو-فاشي الإسرائيلي، أنه مارق و خارج عن القانون، و لا يسلم من إجرامه و قصف جيشه لا كبير و لا صغير، و لا مدرسة و لا مستشفى، و لا طبيب و لا صحفي.. و لا حتى سيارة إسعاف.. و أنّ جنوده الذين يدّعون القوة و البأس و القسوة و رباطة الجأش، هم في حقيقة الأمر مجرد مجرمين متسلسلين بغريزة اجرامية دفينة و بلا أدنى « أومباثيا »، يلقون قنابلهم من الطائرات و يطلقون صواريخهم من المنصات على أطفال و رضع و نساء و مسنين بكل غلّ و بدون رأفة ، و لكنهم على الميدان أجبن من أرنب. و أن مكانهم طال الدهر أم قصر محاكم جرائم الحرب.

أيضا و كذلك و طبعا، هذا الإسرائيلي الصهيوفاشي، يحذق لعب دور الضحية، يُجرم في حقّ غيره ثم يتهمه بمعاداته و معاداة السامية… وهو منذ الحرب العالمية الثانية يراهن و يستثمر على/في لعب دور الضحية و يمثّل على الإنسانية ذلك الدور و في الآن نفسه يتآمر على الشعوب و المجتمعات الأخرى و يتحيل و يسرق و يسطو و يكذب و يعمل بدون هوادة من أجل أن يسيطر على الشعوب، تحت الشعار الأكذوبة « شعب الله المختار ».. و هو لم ينتبه بعد أنه في عيون شعوب العالم، صار بالأحرى و الأصح « شعب الله المنبوذ » أو « شعب الله الملعون ». إيتيقيا، الإسرائيلي جمع ساقط الصفات، فهو الحاقد و الكاذب و السارق و القاتل و المتحيّل و الغشاش و الغدّار، الخ

/ نص نشر في 22 نوفمبر 2023 على شبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك* /

Publié dans Uncategorized | Laisser un commentaire

تطوّر معادلة الألم بين المقاومة الفلسطينية و جيش الإحتلال الصهيوني – عمل دؤوب و تطوير و صبر و مصابرة حتى النصر

بقلم نورالدين مسعود

يقول الله تعالى { وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } سورة النساء الآية 104

أهمية خيار المقاومة الشعبية المسلحة في النضال الفلسطيني من أجل التحرر الوطني▪️

سنة 1965 قام الرئيس بورڨيبة بزيارة دولة لمصر صحبة قرينته وسيلة و مجموعة من وزارئه البارزين من بينهم أحمد بن صالح و محمد مزالي.. – و لقد سبقت تلك الزيارة، ذلك الخطاب الشهير الذي ألقاه بورڨيبة في أريحا، أين حثّ الفلسطينيين و العرب، على القبول بحلّ التقسيم الذي أقرته الأمم المتحدة، و الإستمرار في المقاومة حسب المبدأ البورقيبي « خذ ثم طالب » –

خلال تلك الزيارة التقى الرئيسان بورڨيبة و جمال عبد الناصر، و خاضا في عديد المسائل، و في مقدمتها طبعا القضية الفلسطينية.. و طبقا لشهادة الوزير الأول الأسبق محمد مزالي في شهادة تلفزية بثت على قناة المستقلة – حسب ما أذكر – في إطار حوار مع صاحبها الصحفي الإخواني الهاشمي الحامدي..  » فلقد سأل بورقيبة عبد الناصر » لماذا تريد أن تخوض حربا نظامية ضد إسرائيل؟؟ ألا تعرف أنك لن تخوض حربا ضد إسرائيل، بل ضد بريطانيا و فرنسا و أمريكا؟؟ ».. ثم أضاف  » لقد لاحظت أن اسرائيل تكبر أكثر إثر كل حرب يخوضها العرب ضدها !!! » .. و نصح بورڨيبة عبد الناصر بالإبتعاد عن الحرب النظامية و اعتماد استراتيجية المقاومة الشعبية، و ذلك عبر المساعدة في تكوين مقاومة شعبية فلسطينية و تدريبها و تسليحها و دعمها سياسيا و ديبلوماسيا و ماليا من طرف الدول العربية.. لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي و استنزافه ».. كما طلب بورڨيبة من عبد الناصر، إيقاف الحرب على اليمن، قائلا له » أن التاريخ بيّن أن ليس هناك جيش عبر التاريخ استطاع الانتصار في اليمن »..

الرؤية البورقيبية لأهمية المقاومة، و قدرتها على هزم الجيوش النظامية، نابعة من تجربة المقاومة المسلحة التونسية – الفلاڨة – و من تجربة جبهة التحرير الوطني الجزائرية التي استلهمت بدورها من المقاومة المسلحة التونسية التي انطلقت في جانفي 1952.. و لقد بين التاريخ، عبر تجربة حزب الله في جنوب لبنان، أن المقاومة و حرب العصابات هي الأقدر على هزيمة الجيش الإسرائيلي المدعوم دعما غير مشروط من جيوش الغرب و أمريكا

عودة الروح لشعلة المقاومة و تطور معادلة الألم بين المقاومة الفلسطينية و جيش الإحتلال الصهيوني▪️

إن المعادلة القتالية بين الفلسطينيين و جيش الاحتلال الصهيوني، و قبل ذلك بينهم و بين العصابات الصهيونية من شاكلة الهاغانا، و لعقود طويلة، و الى حدود قوس تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، و انبعاث الكتائب الفدائية الفلسطينية المسلحة ثم إسقاط خيار المقاومة مع إتفاق أوسلو – بل خدعة أوسلو، و نفق المفاوضات التي لا تنتهي مع تغيير الوضع على الأرض من طرف إسرائيل لصالحها باحتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية و بناء المستوطنات و تهويد القدس – ثم إلى حدود 7 أكتوبر 2023، مرت بمراحل عديدة و تطورت، و ذلك كالتالي و حسب المشاهد الآتية

مشهد 1 – جنود صهاينة مدججون بالسلاح يقتلون الفلسطينيين العزل.. و يخرجونهم من بيوتهم و مزارعهم و قراهم

مشهد 2 – جنود صهاينة مدججون كالعادة بالسلاح، يقتلون و يكسرون عظام الشباب و الأطفال الفلسطينيين – أطفال الحجارة – الذين يواجهونهم بأحجار و مقاليع و صدور عارية…

مشهد 3 – جنود صهاينة مدججون بالسلاح و العتاد و الآليات يقتلون الفلسطينيين و تقابلهم عمليات انتحارية ينفذها شباب إستشهادي فلسطيني على تجمعات إسرائيلية…

مشهد 4 – جنود صهاينة مدججون بالسلاح يقتلون الفلسطينيين، تقابلهم عمليات تفجير بعبوات ناسفة لتجمعات الجيش الإسرائيلي.. و عمليات طعن بالسكاكين للجنود و المستوطنين الصهاينة تقوم بتنفيذها مجموعات مقاومة فلسطينية..

مشهد 5 – جنود صهاينة مدججون بالسلاح يقتلون الفلسطينيين، تقابلهم كتائب مقاومة ( حماس و الجهاد الإسلامي) تكافحهم، و تحاول خلق معادلة جديدة في القتال بإطلاق صواريخ محلية الصنع، ليست لها قوة نار مهمة و لكنها أسست للمقاومة المسلحة التي بإمكانها إيلام المحتلّ و إرعابه و لو بأقل مما يفعل هو تجاه الفلسطينيين.

مشهد 6 – جنود صهاينة مدججون بالسلاح يقتلون الفلسطينيين، تقابلهم كتائب متدربة على أعلى مستوى، و تملك صناعة عسكرية محلية، و بنية تحتية – الأنفاق – و معارف تكنولوجية و رقمية، و لديها حلفاء جديون، و أسلحة أكثر قوة، برهنت في السابع من أكتوبر المنصرم من خلال عملية « طوفان الأقصى » أنها قادرة على إيلام العدو الصهيوني..

في آخر المطاف، حتى و إن لم تقدر عملية « طوفان الأقصى » الراهنة على هزم العدو هذه المرة، و لكن تطوّرها الحتمي سيؤدي وجوبا، في مرحلة قادمة قريبة، الى قلب الموازين و تعديل معادلة الألم لصالح المقاومة الفلسطينية و ضد الكيان الصهيوني و « شعبه » اللقيط، في إطار سيرورة مؤكدة نحو النصر الأكيد و نحو التحرير.

ن. مسعود

Publié dans Uncategorized | Laisser un commentaire

ما الهدف – فلسطينيا – من عملية طوفان الأقصى ؟؟

بقلم نورالدين مسعود

بكل صراحة، و مع قناعتنا العميقة بأن السبيل الأصح و الأهم لتحرير الأرض المحتلة هي المقاومة المسلحة، و بالتحديد حين يكون المحتل هو هذا الكيان الصهيوني العنصري الإستيطاني… و لكن بعد اعلان الهدنة الأخيرة و انطلاق عملية تبادل الأسرى بين الجانبين. صار من حقنا أن نتساءل ماهو هدف المقاومة الفلسطينية و بالتحديد كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس – الإخوانية – من عملية طوفان الأقصي؟؟

هل كان الهدف كما فهمناه في الأيام الأولى هو تحرير الأقصى و القدس و الأراضي الفلسطينية؟؟ أم أن عملية طوفان الأقصى كانت الغاية منها هي الوصول إلى عملية تبادل للأسرى و الى هدنة هشة؟؟ إذا كان هذا هو الهدف، فاسمحوا لي أن أعتبر كل هذه العملية « المقاوِمة »، في أحسن الأحوال، عملية غبية و غير محسوبة، و في أسوئها عملية مشبوهة و خيانة للشعب الفلسطيني و لدمائه.. وهي في نهاية الأمر ليست الا عملية تخدم خطط إسرائيل في التوسّع و تطبيق مشروع الترانسفير، لأن الثمن و الدماء التي دُفعت مقابل هذه العملية أعلى و أغلى بكثير مما تحصل عليه الفلسطينيون : أكثر من 50٪ من مباني غزة هُدمت، و قرابة ال15 الف شهيد نصفهم أطفال ماتوا جراء القصف الإسرائيلي للمدنيين، و كل سكان غزة تقريبا هُجّروا من منازلهم و قراهم و دفع بهم نحو الجنوب، مقابل تحرير بضع مئات من الأسرى، و مقابل هدنة هشّة مؤقتة

هل الهدنة أصبحت هدفا!!؟ حينئذ من حقنا أن نتساءل من ضغط على زرّ إنطلاق عملية « طوفان الأقصى، و لأي غرض »؟! و من حقنا أن نشكك في نوايا من دفع نحو تنفيذها، و من حقنا التشكيك في علائق حماس مع إسرائيل مباشرة، أو عبر وسطاء – قطر و تركيا حلفاء أمريكا و اسرائيل!! و من حقنا الخشية من وجود تواطئ ما!!.. كما أنّ التفسير القائل بأن حماس تشتغل لدى ايران بالوكالة، و انها قدمت شعبها كقربان من أجل خدمة مصالح جيواستراتيجية إيرانية يصبح واردا و قابلا للتصديق، مع ما يرتبط به من تفاسير عن علائق سرية تجمع إيران و اسرائيل و امريكا خدمة للمشروع الصهيوني على حساب العرب

صحيح ان ما وقع يوم 7 أكتوبر 2023، أعاد القضية الفلسطينية الى الواجهة و أظهر مرة أخرى الهمجية و الإجرام الإسرائيلي، و خرجت الشعوب الحرّة في العالم و في أمريكا لتندد بإسرائيل، و لكنها ليست المرة الأولى و لقد سبق للعالم أن عاشها، ثم تطبخ هدنة و تهدئة و ينسى العالم كل دماء الفلسطينيين التي سفكت.. و تعود إسرائيل مرة أخرى الى إجرامها و اعتقالاتها اليومية للفلسطينيين و التضييق عليهم و تعود لإقتلاع زياتينهم و هدم بيوتهم و بناء مستوطناتها على أراضيهم.. و يعود الإنتعاش الى اقتصادها و الى الشيكل بمساعدة أمريكا و الغرب

ليس هناك أية مصلحة بالمفهوم العسكري و السياسي، للمقاومة من عملية تبادل الأسرى هذه.. ربما الجدوى الوحيدة هي فقط وقف إطلاق النار و أخذ المدنيين الفلسطينيين لنفس صغير و إستراحة قصيرة و لكن الخطر الداهم مازال متربصا بهم.. فقوّات الاحتلال بعد إعلان الهدنة أطلقت النار على غزاويين أرادوا التنقل من جنوب غزة الى شمالها لتفقد أهلهم و بيوتهم!!!
ثم أن الأسرى الإسرائيليين حين يطلق سراحهم، سيحتظنهم أهلهم في بيوتهم و يكونوا في مأمن، بينما الأسرى الفلسطينيين فمآلهم العراء و الجوع و خاصة القتل بالصواريخ و القنابل الإسرائيلية.. و لقد علمنا. التاريخ أن إسرائيل تطلق سراح أسير ثم تعود لقتله بعد أيام في مظاهرة أو عملية قصف أو تحت أية ذريعة… الأحرى و الأصح أن يكون تبادل الأسرى في آخر هذه الحرب و بعد اعلان وقف إطلاق النار النهائي

المقاومة الحقيقية من أجل تحرير الأوطان، يجب أن تتحلى بالنفس الطويل و تضع هدفا واضحا و مهمّا نصب أعينها، وهو استنزاف العدو و ضربه و ضرب أمنه و راحته و اقتصاده و رفاهه، و بدون هوادة و كل يوم، لأطول مدّة ممكنة حتى تحقيق النصر و الاستقلال. و ليس البحث عن هدنة أو الموافقة عليها في أوّل فرصة و تصويرها على أنها إنتصار كبير و أنها هدف مهم تحقق و أنها نهاية المطاف.. المقاومة المسلحة في تونس دامت من سنة 1952 الى سنة 1955 و الجزائرية من سنة 1954 الى سنة 1962، الى ان تحقّق إستقلال كلّ من البلدين.. و كذلك الأمر في فيتنام و ما أدراك ما فيتنام

المقاومة المسلحة الحقيقية لا تتوقف و لا تستكين إلا بعد تحقيق الإستقلال.

ن. مسعود

Publié dans Uncategorized | Laisser un commentaire

في الفرق بين الإيفوريا الفلسطينية و الإنتصار الاسرائيلي

بقلم نورالدين مسعود

خطاب « ناتن ياهو » الذي نُقل مباشرة أمس /٢٣-١١-٢٠٢٣/ ، بترجمة مباشرة من العبرية الى اللغة العربية، على قناتي الجزيرة و العربية – المعتادتين على منح منابر اعلامية للصهاينة، و نقل محاولات كذبهم للرأي العام العربي، و نقل تكبرهم على الجماهير العربية و تهدديهم إياها، و صلفهم و محاولات تزييفهم للوعي العربي -، لم يكن خطابا مختلفا عما ذكرنا من الناحية اللغوية، و لم يخلو من البروباغندا الصهيونية المعتادة

ما يهمنا في المحتوى اللغوي لهذا الخطاب، هو أن هذا المجرم الصهيوني المتطرف كان يحاول اقناع مجرمين صهاينة أكثر منه تطرفا بضرورة ابرام هذه الهدنة مع حماس/كتائب عزالدين القسام/.. و ما يهمنا أكثر في هذا الخطاب هو المحتوى البصري و صورة « ناتن ياهو » بوقفته المنحنية قليلا و غير الواثقة، و برأسه المنكس رغم أن نقطة تصوير الكاميرا ليست أعلى منه، ثم بوجهه الشاحب المتهالك و بعينيه المتعبتين المهزومتين اللتين تنظران إلى أسفل أو إلى نقطة بعيدة غير محددة.. و ذلك رغم خطابه التهديدي و العدائي و رغم التظاهر بالقوّة… و الأمر نفسه ينسحب بنسبة عالية على وزيره غالنت، صاحب الوجه البارد و القاسي عادة، و المتبني لخطاب القوة و العجرفة… و لكن ملامحهما و وقفتيهما و حركاتيهما، بانت مهتزة و مترددة و غير واثقة و غير ثابتة

الهزيمة و النصر شيئان نسبيان… لأنهما مرتبطان بامكانيات كل طرف.. و مرتبطان بمدى تحقيق الطرف الأقوى لأهدافه المعلنة، و مدى قدرة الطرف الأضعف على الصمود

لم أر النصر في وجه « ناتن ياهو » و غالنت ، رغم كل الدمار و القتل الذي ألحقاه بغزة و بالمدنيين الفلسطينين

هناك فرق واسع و شاسع بين نفسية العربي و الفلسطيني، و بين نفسية العبراني و الإسرائيلي… الأول يصيح « النصر.. النصر » رغم خسائره و هزيمته الموضوعية.. و الثاني يصيح  » النجدة.. النجدة.. أنا في خطر » رغم قتله لخصمه و تدميره لدياره و انتصاراته

الأول لا يعترف بالهزيمة و لا يقبلها بالمعنى النفسي و لو أدّى ذلك إلى هلاكه، و الثاني يتمسكن و يدّعي الهزيمة للنفاذ بجلده و ضمان السلامة.. الأول طبعه طبع الأسود و الثاني له طباع الضباع… هذا هو الفرق الاساسي و هنا الاختلاف الجوهري بين الشخصية العربية و الشخصية العبرانية. هذا هو السور الأزلي و هذه هي الهوّة الأبدية، التي تفصل الشخصيتين. و هذا الاختلاف يختزل في كلمة النخوة، و التي ربما ليس لديها مرادف في قاموس اللغة العبرية.. و يختزل في مفهوم محوري محدّد للشخصية الجمعية العربية وهو ما يسمى « النخوة العربية

انتصار الصهاينة، بمساعدة الأمريكان و الانجليز و قوى الاستعمار، و بفضل التفوق التقني و التكنولوجي و الدعم اللامتناهي للغرب للكيان الصهيوني، يبقى دائما إنتصارا دونيا، و إنتصار المَسكنة و التذلّل و الزيف.. بينما الانتصار العربي يكون، بالقوة، إنتصار النخوة و الشجاعة و القناعة، و إنتصار الحق و استرداد الحق، و يكون تبعا لكل ذلك إنتصارا إيفوريا

الإيفوريا إحساس لا يمكن للإسرائيلي أن يعيشه أبدا رغم ما حققه من إنتصارات ظرفية منذ قيام الكيان المستحدث

ن. مسعود

Publié dans Uncategorized | Laisser un commentaire

المقاومة الذكية و الفعالة لا تقدم شعبها قربانا لكيان متوحش متعطش للدماء

بقلم نورالدين مسعود

المدنيون الفلسطينيون – و ليس حماس – هم اليوم بصدد التعرض لإبادة، أو بتوصيف موضوعي و بمقاييس موضوعية، لهزيمة أخرى في غزّة على جميع الأصعدة، هذا واضح / الى حد الآن، ما يفوق 10000 شهيد أغلبهم نساء و مسنين و ثلثهم أطفال، حيث وقع تدمير آلاف الوحدات السكنية الفلسطينية و المستشفيات و المدارس و المخابز، و البنى التحتية، بالإضافة إلى قطع الماء و الكهرباء و الأدوية عن الشعب الفلسطيني، و منع المساعدات الإنسانية و المواد الغذائية و رغيف الخبز و الماء الصالح للشراب، مما أدى بسكان غزة لمعالجة مياه البحر و شربها/ … الا اذا اعتبرنا الصبر على الأذى، و على جرائم الحرب الصهيونية، إنتصارا، وهو كذلك الى حدّ ما و بشرط وجود آفاق واعدة للنصر

أب فلسطيني في غزة بصدد إخراج أطفاله من تحت الأنقاض

كنا نظن و بناءا على وعود و شعارات المقاومة الفلسطينية أن هذه الأخيرة، هذه المرّة، جاهزة للردّ على جميع الواجهات، لأن ما أقدمت عليه يوم 7 أكتوبر كان عظيما و طموحا و نوعيا.. و كان بديهيا أن تردّ عليه إسرائيل بقسوتها و وحشيتها المعهودتين، و كان بديهيا أن تقف وراءها أمريكا و القوى الغربية مساندة و مدافعة

لقد كنا ننتظر، بناءا على ذلك، أن يكون للمقاومة الفلسطينية كل أدوات الردّ المناسبة لدفع القصف و الانتقام الإسرائيلي… كنا ننتظر أن يتمترس عناصر المقاومة في مستوطنات العدو و يركزوا القتال في أرض العدو، و كنا ننتظر أن يكون لديهم دفاعات جوية تردع طيران العدو و صواريخه… كنا ننتظر أن تكون المقاومة قد نسجت تحالفات صلبة مع جهات و بلدان تمدّها في الإبان بالمساعدات و بما يلزم من أسلحة، و إن لزم تدخل معها الحرب… كنا ننتظر، بعد ستة عشر سنة أو أكثر من حكم حماس لغزة و بعد المجاز المتكررة لجيش الطيران الإسرائيلي ، أن يكون بغزة ملاجئ عصرية و متينة و مجهزة يلجأ إليها المدنيون و الأطفال.. و لكن يبدو أن المقاومة لم تكن قد جهزت كل ما يلزم لهذه الحرب و لحروبها القادمة، و يبدو أنها لم تتوقع، أو توقعت و تجاهلت، عواقب عمليتها النوعية الشجاعة على حياة المدنيين و الأطفال الفلسطينيين الأبرياء، و يبدو أنها قدّمت أهل غزة في طبق لآلة القتل الصهيونية.. و يبدو أن الدم الفلسطيني، مرة أخرى، يقدّم كقربان لفداء العرب و الأعراب و العجم و الفرس و العبرانيين و الفرنجة

نحن حتما مع المقاومة، و مع تحرير الأرض بالسلاح و الدم، و لكننا قبل كل شيئ، مع مقاومة ذكية تقرأ حساب كل شيئ، و مع مقاومة جاهزة للحرب بنسبة 150٪ و مقاومة لا تقدم شعبها كقربان لأكثر آلات الحرب وحشية و نقمة و جُبنا

و ها نحن نراقب كيف ستتطور الأمور، و ها نحن ننتظر بروز تحالفات صلبة للمقاومة و ردودا حازمة و موجعة و محسوبة من المقاومة على جرائم الكيان اللقيط في طريق تحرير الأرض… كما أننا ننتظر دعما و مساندة فعلية من الأنظمة العربية – التي أصبح أمنها القومي مستهدفا – لفصائل المقاومة الفلسطينية و مدّها بما يلزمها من الأسلحة و العتاد

اليوم السؤال الحارق.. كيف للفلسطينيين أن يقلبوا موازين الحرب لصالحهم، في أسرع الأوقات؟؟ ثم لماذا لم تُفعّل الجبهات الأربعة ضد إسرائيل؟؟ أين حزب الله و أين إيران؟؟ و لماذا لا تتدخل روسيا لدعم احدى جبهات المقاومة / و لنقل جبهة الجولان/ بالأسلحة النوعية، حتى بمنطق « عدو عدوي صديقي » وهي التي تخوض حربا ضد الأمريكان في أوكرانيا، و دعم الجبهة الفلسطينية في هذه الحرب سيصب، حتما، في مصلحتها الجيواستراتيجية

اليوم، المؤكد، أن لا جهة قادرة، موضوعيا، على قلب الموازين العسكرية ضد التحالف الإسرائيلي-الأمريكي-الغربي في الحرب على سكان غزة، غير تحالف عسكري مضاد يدعمه لوجستيا و عسكريا و ميدانيا الدب الروسي.. فهل روسيا بوتين مستعدة لذلك؟ و هل تريد ذلك؟؟

ن. مسعود

نص سبق نشره على شبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك بتاريخ 27 أكتوبر 2023

Publié dans Uncategorized | Laisser un commentaire

سيستعملون أقصى أسلحتهم المحرّمة دوليا و سيتورطون أكثر

بقلم نورالدين مسعود

أمام الفشل العسكري الذريع للجيشين الأمريكي و الإسرائيلي الحليفين، في تحييد كتائب عزالدين القسام وهي مجرّد فرقة عسكرية فدائية متسلحة بالشجاعة و الإيمان ليس إلّا، و رغم استعمالم لكامل إمكانياتهم العسكرية و التكنولوجية و رغم استعمالم لكل انواع الأسلحة المحرمة دوليا و منها القنابل العنقودية و قنابل الفوسفور الأبيض؛ قلت، أمام فشلهم سيلجأ الأمريكان – الأنذال- و الإسرائيليون – أسيادهم و أساتذتهم في النذالة و الوضاعة و التوحّش و اللّا-إنسانية – مرة أخرى الى الحرب القذرة و الى استعمال أسلحتهم القصوى ضد الفلسطينيين في قطاع غزة و سيقصفون – و كالعادة – المدنيين و الأطفال و النساء و المسنّين و المنازل و المباني المدنية و المستشفيات و المدارس و دور العبادة و المخابز، بالقنابل النووية « المخففة » أو ما أصطلح على تسميتها بقنابل الأورانيوم المنضّب التي سبق للأمريكان المجرمين، في عهد سيئ الذكر مجرم الحرب جورج بوش الإبن، استعمالها في العراق ضد المدنيين و الأطفال…

قطاع غزة تحت القصف الأمريكي و الإسرائيلي

لجوئهم لهذا النوع من الأسلحة القصوى هو بغرض تخويف الفلسطينيين و ترويعهم بهدف تهجيرهم من غزة، ظنا منهم أنهم – و أننا – من أصناف تلك الشعوب التي تخنع.. و ظنا مهم أننا عقلانيون على الطريقة الغربية و نخشى الموت… فغرورهم و بلههم لم يتركهم يستمعون لكلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال لهم أن على تلك الأرض أناسا لا يخافون. و لأنهم يجهلون تماما معنى الأَنفة و العزة العربية و لا يعرفون قوة الإيمان التي غرسها الإسلام في قلوبنا.. و لا يعرفون معنى شعار « النار و لا العار » الذي رفعته احدى ملكات قرطاج التي ألقت بنفسها و بأبناء في النار على أن تخضع و تخنع لعدوّ، كما أنهم لا يعرفون أبدا معنى أن يعيش الإنسان « حياة الكرام » أو يموت « موت العظام ».

ما فعله الأمريكان و الصهاينة و ما يفعلونه، و ما يأتونه ضد الفلسطينيين – و ضدّنا – من جرائم حرب سيغذّي حتما أحقاد عشرين جيل قادم من العرب و المسلمين.. أحقادٌ ستستمر ألف عام و عام… و عندما يأتي جيل الإنتصار العظيم القادم حتما هذا إن لم يسقط قبل ذلك النظام العالمي الذي أرسته أمريكا و الغرب في قادم السنوات، و تتراجع معه قوة أمريكا و نفوذها.. و ان لم تنقلب موازين القوى اقتصاديا و عسكريا و ديبلوماسيا، و يصبح عدد من رؤسائها و مسؤوليها، و من رؤساء و مسؤولي الكيان اللقيط، مطلوبين جميعا في محكمة العدل الدولية، الجديدة التي ستُحدث على أنقاض محكمة لاهاي الإستعمارية الحالية، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية و بتهم جرائم الحرب و استعمال الأسلحة المحرمة دوليا.- و في المدى المنظور -، لن تأخذه بهم أية رأفة.. هذا مؤكد.

Publié dans Uncategorized | Laisser un commentaire

La suite de cette guerre sioniste contre les civils palestiniens sera à La Haye.

Par Noureddine Messaoud

Les dirigeants judéo-sionistes de l’état fasciste d’Israel – politiques et militaires – sont depuis 30 jours, et de manière quotidienne en train de commettre les pires crimes de guerre contre les populations civiles palestiniennes à Gaza, et ils visent surtout les enfants, les femmes et les vieux / + de 12000 morts dont le 1/3 sont des enfants/.

Ces judéo-sionistes croient et persistent à croire, qu’aucune limite, ni loi, ni force, n’est en mesure de s’opposer à leurs crimes contre l’humanité, à leur barbarie maladive et à leur « soif de sang », d’autant plus qu’ils se sentent protégés par les USA et les ex alliés de la 2ème guerre mondiale de l’occident colonialiste classique, ainsi que de l’Allemagne et l’Italie, les ex de l’axe !!

Natenyahou criminel de guerre, image partagée sur Facebook / DR

Ces crimes intentionnels de guerres, jamais vus auparavant / bombardements d’écoles, de lieux de prière, d’hôpitaux et même d’ambulances / et ce génocide contre les palestiniens, ainsi que les incitations à les commettre, et les intentions de les commettre, exprimées ouvertement dans les médias par les décideurs politiques et les chefs militaires israéliens, sont soigneusement enregistrés par plusieurs organismes humanitaires dont Amnesty, par des organismes palestiniens, par des médias arabes militants, par des ONG militants et humanitaires arabes et islamiques, et par des défenseurs des droits de l’homme, libres et honorables, dans les différents coins du monde.

Ces criminels de guerre judéo-sionistes seront, certainement, tôt ou tard, traînés devant la cour pénale internationale à La Haye, aux Pays-Bas, et si cette dernière n’assumera pas ses responsabilités d’honorer la justice, ils seront jugés devant une nouvelle cour internationale parallèle qui sera fondée dans un futur proche, suite à la déchéance certaine de tous les organismes de l’ordre mondial actuel, guidé par les USA et voué inévitablement au déclin.

N. Messaoud

Publié dans Uncategorized | Laisser un commentaire

حلقات مترابطة من سيطرة ما يسمى النظام العالمي على العرب و العالم.. نحن نعيش اليوم نهاياتها

بقلم نورالدين مسعود

منذ سنة 1948 و قيام الكيان المستحدث المسمى دولة إسرائيل، و العرب – و بالتحديد الشعوب العربية، و الوجدان العربي – يواجهون ظلم و حيف النظام العالمي الذي وضع أسسه الغرب بقيادة بريطانيا و فرنسا و أمريكا، على إثر الحرب العالمية الثانية و هزيمة دول المحور… كذلك، و بالتوازي مع ذلك، بل قبل ذلك و الى اليوم، كانت شعوب أمريكا اللاتينية خاضعة لسياسات أمريكا الشمالية.. و كذلك كانت شعوب إفريقيا و آسيا خاضعة للغرب الاستعماري القديم /فرنسا و بريطانيا و بلجيكا، و هولاندا /.

جو بايدن يتعثر و يسقط أثناء حفل

و لقد تحوّل ذلك النظام العالمي، إثر سقوط حائط برلين و نهاية الحرب الباردة و انهيار الإتحاد السفياتي و حلف فرصوفيا، الى ما سُمّي آنذاك بالنظام العالمي الجديد تحت هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية.. و الذي أعلنه جورج بوش الأب مع حرب الخليج الثانية ضد العراق، على إثر احتلال الجيش العراقي للكويت، ثم تواصلت بلورة هذا النظام بكل قوّة و اندفاع مع إبنه جورج دابليو بوش، إثر أحداث 11 سبتمبر ، و مع عصابة ما يسمى المحافظين /المتصهينين/ الجدد؛ ديك شيني، و كونداليزا رايس، و رامسفيلد، و جون ماكين، و جون بولتون، و كولن باول، الخ..

و لقد أمعنت أمريكا منذ ذلك الوقت في استعداء العرب و المسلمين، و محاربتهم و قصفهم بكل قسوة و بكل أنواع الأسلحة المحرّمة دوليا، و أمعنت في قتل المدنيين و الأطفال و النساء و المسنين العرب بدون حدود… و صار قمع و ضرب و قتل العرب و المسلمين هواية أمريكية-غربية-إسرائيلية، لا تخضع لأي ضوابط أخلاقية أو محرّمات، و لا تلتزم بالقانون الدولي و بالمنظومة الكونية لحقوق الإنسان.. و صارت المساندة الأمريكية معلنة و غير مشروطة لدولة الكيان الصهيوني المحتلة، و لجرائمها المتكررة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، و بلدان الطوق العربية.

ثم، ذلك النظام العالمي – الأمريكي الجديد – بشّر منذ 2006 بما يسمّى « الشرق الأوسط الكبير » الذي نظرت له كونداليزا رايس، و نفذته إدارة أوباما في 2011 عبر مخطط الثورات الملونة المسماة ثورات « الربيع العربي » و عبر ما يسمى « الإسلام السياسي »، حيث وقع دعم و استقدام الإخوان المسلمين الذين وقع « قولبتهم » في الغرف الاستخبراتية الأنجلوسكسونية حسب قوالب الإقتصاد الرأسمالي، و الديمقراطية الشكلية الغربية، و حسب خطوط حمراء معينة، و أجندات معينة تصب في مصلحة أمريكا و الغرب – جيوسياسيا، و اقتصاديا و ماليا – و لأجل إعادة تشكيل المنطقة العربية بعد تفتيت الجمهوريات الوطنية التقدمية، و جمهوريات الممانعة، و ذلك حسب منظور يعمل على استدامة دولة إسرائيل و تصفية القضية الفلسطينية، و هذا سبق أن كتبناه منذ 2011 و 2012. كما أتى الأمريكان للمنطقة العربية، بنسخة ثانية من الإسلام السياسي، إلى جانب النسخة المخففة / اللايت / المتمثلة في جماعة الإخوان المسلمين، وهي نسخة السلفية الجهادية و داعش، الأكثر راديكالية، لتغيير أنظمة الحكم في البلدان العربية الأكثر ممانعة، و ذلك بالسلاح و العنف و التوحش و الترويع، اذا حاولت جيوش هذه البلدان الدفاع عن أنظمتها، كما حدث في ليبيا و سوريا. و لكن هذا الربيع العربي فشل بطرق عدة في كل البلدان التي أُستهدفت، و فشل الاخوان المسلمين في تونس و كذلك ليبيا، و تصدى لهم الجيش المصري في مصر و أسقطهم من سدة الحكم، و فشلت داعش و جبهة النصرة في قلب النظام في سوريا، بعد تدخل حلفاء سوريا في الحرب – روسيا، إيران و حزب الله – بكل ثقلهم و عُدّتهم و عتادهم، و هزموا حلفاء أمريكا من الإسلامجيين.

اليوم، و حسب الجيوبوليتيكا الجديدة – بصدد التشكّل و التوضح – بعد دخول روسيا في فيفري 2022 لأوكرانيا، للحدّ من تمدّد حلف الناتو نحو حدودها، و اعلان فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين، أن الحرب في أوكرانيا ليست فقط لحماية حدود روسيا الغربية، و حماية الروس-الأوكران الذي تعرضوا لمحاولات إبادة عرقية على يد ميليشيات آزوف النازية الأوكرانية، التي تدعمها حكومة أوكرانيا، بل أيضا و خاصة، من أجل إسقاط النظام العالمي وحيد القطب الذي تسيطر عليه أمريكا، و خلق عالم جديد متعدد القطب، و الثقافات و المراجع، كما وضّح ذلك الفيلسوف و المنظر الروسي ألكسندر دوغين في كتابه « النوماخيا ».. كما أن روسيا كردّ فعل على محاصرتها اقتصاديا من طرف الغرب و أمريكا، و بمساندة من حليفها الصيني، أعلنت حربا على الدولار كعملة عالمية لبيع النفط و للتبادل التجاري العالمي، مستهدفة « روح » المنظومة الاقتصادية الأمريكية و أحد أدوات أمريكا للسيطرة على الدول و على الإقتصاد العالمي.

اليوم، العرب لم يعودوا لوحدهم في مواجهة إسرائيل و أمريكا و النظام العالمي الظالم الذي طالما استعبدهم و سلبهم مقدراتهم و ثرواتهم و صادر حتى حقهم في التنديد و الاستنكار. اليوم، فرنسا و الفرانس-أفريك بصدد الهزيمة في افريقيا، و أوروبا تعيش تحت شبح الأزمة الاقتصادية و الطاقية، و أمريكا بصدد التضحية بأوروبا لإنقاذ اقتصادها، و معسكر الناتو وصل إلى حدوده القصوى في تسليح حليفهم زيلنسكي في حرب أوكرانيا، و رغم ذلك فشل في قلب الموازين ضد روسيا… و اليوم، ترهل النظام العالمي الذي أرسته أمريكا، و ترهلت معه كل منظمات بروتن وودز…

اليوم، هناك شعوب في العالم، في أمريكا اللاتينية، و إفريقيا، و آسيا و الشرق الأوسط و الوطن العربي ثارت على هذا النظام، و هناك دولتان عظمتان؛ روسيا و الصين تواجهانه بكل جدّية، و هناك تجمّع اقتصادي عالمي « البريكس » يضم أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم بصدد التشكّل في مواجهة الهيمنة الأمريكية الغربية، و أدواتها : صندوق النقد، البنك الدولي، و منظمة التجارة العالمية، الخ.. إن العالم بصدد التغيّر و الذهاب نحو توازنات دولية جديدة و مراكز قوة جديدة، هي بالقوة أفضل من سابقاتها بالنسبة للعرب و للقضية الفلسطينية و لجبهة المقاومة من أجل الحق الفلسطيني. و على العرب جميعا، و ليس فقط جبهة المقاومة، التموقع حسب تحالفات صلبة و متينة، و المستقبل سيكون أفضل حتما، و حتما سيعود الحق الفلسطيني المسلوب بالمقاومة و بالسلاح و القوة و ليس بالمفاوضات المزيفة التي لا تنتهي.

نحن نعيش عهد النهايات و ليس البدايات، نهايات وحيد القرن الأمريكي و الغرب الأوروبي و ربيبتهم إسرائيل.. و نعيش حلقات عهد جديد من المقاومة الفعّالة الذاهبة في طريق النصر و التحرير.. و ما المقاومة إلا حلقات مترابطة.

ن. مسعود

Publié dans Uncategorized | Laisser un commentaire