بقلم نورالدين مسعود
جنوب أفريقيا، و زعيمها « الماكسيمو » نلسن مانديلا، وَجَدَا و منذ ستينات القرن الماضي الدعم و المساندة من عديد الجمهوريات العربية التقدمية و الثورية و من زعمائها – بورقيبة، عبد الناصر، و آخرهم القذافي، و ليس من الملكيات العربية المحافظة و الموالية للغرب – حين كان الشعب الأسود في جنوب افريقيا يعاني من نظام الآبرتايد.. و اليوم جنوب أفريقيا ممثلة في دولتها و وزير عدلها تردّ الجميل للشعب العربي في فلسطين الذي يعاني بدوره من الفصل العنصري، و جرائم الإبادة على يد الآلة العسكرية و القمعية الصهيونية و تقدم قضية بالكيان الصهيوني في محكمة لاهاي على خلفية جرائمه ضد الإنسانية في حربه الأخيرة في غزة. و هنا موقف دولة جنوب أفريقيا، هو موقف متفرّد و ليس عاما في القارة السمراء، فهناك العديد من البلدان الإفريقية أصبحت متصهينة و حليفة قوية لإسرائيل، منها طبعا أثيوبيا و جنوب السودان
رغم ذلك قرأت تدوينات متذاكية، و بروباغندية و ضمن أجندا غير وطنية مرتبطة بدوائر خارجية، على شبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك، لبعض الحقوقجيين التونسيين – إخوانجية و غيرهم – منهم الإخوانجية شيماء بوهلال.. التي تعزّر في تدوينة بلهاء و كاذبة، شعبنا الذي دافع عن نفسه، و بلده، و مجتمعه، و أمنه، من الهجوم المريب و غير القانوني لجماعات و جحافل المهاجرين السود من بلدان جنوب الصحراء، و القادم أغلبهم من بلدان لا تدعم فلسطين، بل لعلها تدعم الكيان الصهيوني، وهي ترفع شعارات أفروسنتريك تدّعي أن تونس افريقية-سوداء و الشعب التونسي هو سليل المحتلين البيض و أن السود الأفارقة هم أصحاب هذه الأرض و ليس نحن، كما رأينا و سمعنا و قرأنا.. و كذلك رأينا كيف أن نتفليكس الأمريكية، لقربها من أجندات صهيوامريكية أو تماهيها الكلي معها، كالمث_لية و دعم مجتمعات الميم، و كذلك دعم الأفروسنتريزم – وهي حركة أسسها السود في الولايات المتحدة – تنتج مسلسلا عن الملكة المصرية كليوباترا تلعب فيه دور كليوباترا ممثلة أفروآمريكية سوداء، و مسلسلا عن حنبعل القائد القرطاجي – التونسي – سيمثله الممثل الأفروآمريكي الأسود – القدير حتما و لكن غير المناسب للدور – دينزل واشنطن، و ذلك في تزوير واضح لهوية هاتين الشخصيتين، و هوية الشخص كما نعلم تبدأ من جسده و شكله و أوصافه
لماذا لم نر أولئك الحقوقجيين التونسيين متعددي المشارب على الميدان يقومون بالمظاهرات المنظمة تنظيما محكما، مسانَدَةً لفلسطين و مناهَضَةً للكيان الصهيوني المحتل، كتلك التي قاموا بها ضد العنصرية المزعومة في تونس، و لماذا لم يقوموا بتحركات وازنة على الصعيد الدولي ضد جرائم الكيان، إن كانوا صادقين، و ليسوا مجرد أدوات في يد الصهيوني المموّل جورج سوروس، و ليسوا مجرد مرتزقة و آكلي فتات موائد الصهيونية و « الأو أن جي » الغربية المتصهينة؟؟
ن. مسعود